📁 مقالات مختلفة

اذاي واتساب بيربح مع انه مجاني


مكالمة مجانية، رسالة مجانية... هل واتساب مجاني بجد ولا فيه ثمن خفي بتدفعه من غير ما تحس؟

اذاي واتساب بيربح  مع انه مجاني
اذاي واتساب بيربح  مع انه مجاني 

كلنا بنستخدم واتساب كل يوم. هو التطبيق الأساسي في حياتنا عشان نكلم أهلنا وأصحابنا من غير ما ندفع مليم زيادة. طيب بما إن الشركة دي مبتعرضش إعلانات ولا بتطلب منك اشتراك شهري... يا ترى الـ 2 مليار دولار اللي بتكسبهم كل سنة دول بيجوا منين بالظبط؟

الحقيقة إن واتساب مش مجاني زي ما بتتخيل، القصة معقدة أكتر من مجرد "شات" بينك وبين حد. ورا الشاشة البسيطة دي، فيه عملاق اسمه "ميتا" (فيسبوك سابقاً) بيستغل كل كلمة بتكتبها وكل "إيموجي" بتبعته عشان يكسب فلوس ضخمة.

في المقال ده، هكشفلك القصة الكاملة من أول رفض "براين أكتون" في فيسبوك، لحد ما الشركة دي بقت إمبراطورية بتبيع أغلى حاجة عندك: "بياناتك الشخصية". هنفهم إزاي الرفض ده بقى سبب للربح، وإزاي أنت بتدفع خصوصيتك ثمن للخدمة "المجانية" دي. لو عايز تعرف إيه اللي بيحصل لبياناتك بالظبط، يبقى لازم تكمل قراية لحد الآخر!

القصة وراء إنشاء واتساب: الرفض الذي تحول لمليارات

نعود لبداية الحكاية، تحديدا لعام 2009. في هذا الوقت، كانت فيسبوك قد بدأت تشتهر على نطاق واسع كأحد الشبكات الاجتماعية الرائدة عالميًا. تقدم براين أكتون، الذي كان من مهندسي البرمجيات الأمريكيين، للانضمام إلى فريق عمل فيسبوك، لكنه قوبل بالرفض. رغم الإحباط الذي شعر به براين، إلا أن هذا الرفض كان بداية حافزه لإنشاء شيء جديد ومميز. وبمساعدة زميله جان كوم، قرروا بناء تطبيق يمكنهم من خلاله توفير تجربة تواصل مجانية ومبسطة.

في البداية، كان تطبيق واتساب مجرد منصة بسيطة لنشر الحالات والمشاركة بين الأصدقاء، لكن بمرور الوقت، اكتسب التطبيق شهرة في أمريكا، ما شجع مؤسسيه على إضافة خاصية إرسال الرسائل. ومع هذه الإضافة، ازدادت شعبية واتساب في جميع أنحاء العالم، حيث استطاع توفير وسيلة للتواصل مجانًا وبدون إعلانات.

كيف يربح واتساب؟ مصادر الأرباح المباشرة والغير مباشرة

رغم أن واتساب بدأ كتطبيق مجاني بالكامل، إلا أنه قد تطور على مدى السنوات ليتحول إلى مشروع ضخم تملكه فيسبوك (الآن ميتا)، ويحقق إيرادات ضخمة، ولكن كيف يحدث ذلك؟

  1. بيع البيانات للمعلنين (عبر فيسبوك): عندما اشترت شركة فيسبوك واتساب في عام 2014 مقابل 19 مليار دولار، بدا للكثيرين أن هذا المبلغ ضخم للغاية لشراء تطبيق يتيح إرسال رسائل مجانية. ومع ذلك، كانت فيسبوك تعرف جيدًا ما تقوم به. فقد كان مارك زوكربيرغ يخطط لدمج واتساب وفيسبوك بحيث يستفيد من البيانات المتاحة على واتساب لتحسين فعالية الإعلانات على فيسبوك. من خلال فهم اهتمامات المستخدمين وأنماطهم السلوكية عبر واتساب، يمكن لفيسبوك استهداف المستخدمين بإعلانات تتوافق مع اهتماماتهم.
  2. التحليل العميق للبيانات الشخصية: تجمع شركة فيسبوك البيانات من واتساب باستخدام الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التحليل، مما يسمح لهم بإنشاء ملفات تعريف شاملة للمستخدمين. يشمل ذلك كل شيء عنك: موقعك، اهتماماتك، الأحاديث التي تدور بينك وبين أصدقائك أو عائلتك. بناءً على هذه المعلومات، يتم تخصيص الإعلانات التي تظهر لك على فيسبوك وإنستغرام ومنصات أخرى تابعة لشركة ميتا. قد لا يكون هذا الربح المباشر من واتساب، لكنه ربح ضخم لصالح الشركة الأم.
  3. استخدام بيانات الموقع والاهتمامات: قد يطلب واتساب إذن الوصول إلى موقعك الجغرافي وبياناتك الشخصية، وهو ما قد يسمح لهم بجمع معلومات دقيقة حول الأماكن التي تزورها والأنشطة التي تقوم بها. على سبيل المثال، إذا كنت تتحدث عن منتج معين أو تستفسر عن موقع مطعم في محادثاتك، فقد يتم استخدام هذه المعلومات لاستهدافك بإعلانات عن منتجات مشابهة على فيسبوك وإنستغرام.
  4. الربح المباشر من خدمات الأعمال (WhatsApp Business API):
    مؤخراً، بدأت واتساب في تحقيق إيرادات مباشرة ومكشوفة من خلال توفير منصة WhatsApp Business API للشركات الكبرى والمتوسطة. هذه الشركات (مثل البنوك، شركات الطيران، ومتاجر التجارة الإلكترونية الكبيرة) تدفع رسوماً محددة لواتساب مقابل استخدام الواجهة البرمجية (API) لإرسال إشعارات آلية (مثل تأكيدات الطلب أو تحديثات الشحن)، أو لإنشاء روبوتات دردشة متطورة لخدمة العملاء على مدار الساعة. هذا النموذج بيخلي واتساب تحقق ربح حقيقي ومباشر مقابل كل محادثة "تبدأها" الشركة مع العميل بعد مرور 24 ساعة من آخر تفاعل، وده بيديها تدفق نقدي ثابت ومضمون.

التوسع في الخدمات: هل واتساب يتحول لمنصة دفع متكاملة؟

 التطورات المستقبلية لواتساب اللي بتفتح أبواب ربح جديدة خارج نطاق الإعلانات والبيانات:

  • خدمات WhatsApp Pay (المدفوعات): بدأت واتساب في إطلاق خدمة المدفوعات (WhatsApp Pay) في أسواق رئيسية زي الهند والبرازيل. الخدمة دي بتسمح للمستخدمين بتحويل الأموال مباشرةً داخل التطبيق. على الرغم من إنها مجانية للمستخدمين حالياً، لكنها بتمهد الطريق لواتساب إنها تدخل عالم الخدمات المالية وتفرض رسوم بسيطة على التحويلات التجارية أو المعاملات الكبيرة في المستقبل، وبكده تتحول إلى منافس مباشر لتطبيقات الدفع الأخرى.
  • الكتالوجات التجارية والمتاجر داخل التطبيق: سمح واتساب للشركات بإنشاء كتالوجات منتجات كاملة وعرضها داخل تطبيق واتساب للأعمال. الهدف هنا هو تسهيل عملية الشراء والبيع بشكل كامل داخل المنصة، والشركة الأم (ميتا) تخطط لفرض عمولات على المبيعات اللي بتتم من خلال الكتالوجات دي في المستقبل، أو تطلب رسوم شهرية من الشركات مقابل استخدام الميزات المتقدمة للتجارة الإلكترونية.

تطور علاقة واتساب وفيسبوك ومشاكل الخصوصية: 

في البداية، كانت سياسة الخصوصية في واتساب تحمي بيانات المستخدمين بشكل قوي، ولكن مع مرور الوقت ومع تزايد الضغط من قبل فيسبوك لتحقيق الأرباح، بدأت الأمور تتغير. أدى ذلك إلى بعض التغييرات المثيرة للجدل، وأبرزها ربط واتساب بفيسبوك لأغراض إعلانية وتجارية. وحتى الآن، تعرضت الشركة للعديد من الانتقادات والشكاوى القانونية نتيجة هذه التغيرات.

أحد أهم القضايا التي أثيرت حول خصوصية واتساب هو تراجع التشفير القوي الذي كان يميز التطبيق.

هذا الضعف جعل البيانات أكثر عرضة للوصول من قبل المعلنين والأطراف الأخرى، ما أثار مخاوف كبيرة بين المستخدمين.

فضيحة كامبريدج أناليتيكا: الكارثة التي هزت ثقة المستخدمين 

في عام 2018، كشفت فضيحة ضخمة تتعلق بشركة كامبريدج أناليتيكا، حيث تم استخدام بيانات مئات الملايين من المستخدمين لأغراض سياسية عبر منصة فيسبوك، والتي كانت قد حصلت على هذه البيانات من واتساب. بعد هذه الفضيحة، تعرضت فيسبوك لموجة من الانتقادات والعقوبات الضخمة، ووصل الأمر إلى استجواب مارك زوكربيرغ أمام الكونغرس الأمريكي. وهذا يوضح كيف يمكن أن تؤدي سياسات الخصوصية الضعيفة إلى تداعيات خطيرة.

شروط الاستخدام ومخاطر الموافقة العمياء: 

عند تنزيل أي تطبيق، تظهر شروط الاستخدام التي يوافق عليها معظم المستخدمين دون قراءتها. تشمل هذه الشروط إذن الوصول إلى الكاميرا والميكروفون وجهات الاتصال، وهو ما يعتبر خطيرا حيث يعطي واتساب أو فيسبوك الحق في مراقبة وتسجيل البيانات الشخصية. هذه الموافقة تمنع المستخدم من مقاضاة الشركة، حيث إنه وافق على الشروط مسبقا.

لماذا يعتبر واتساب "مجانيا" ولكنه ليس فعليا كذلك؟

واتساب مجاني، نعم، لكنه لا يطلب منك المال مباشرة، بل يدفع المستخدمون ببياناتهم الشخصية، التي تعتبر أكثر قيمة من المال. بمجرد أن تثبت التطبيق وتمنح الأذونات اللازمة، يصبح لواتساب وصول شامل إلى بياناتك، والتي يتم استخدامها لجمع معلومات حولك واستهدافك بالإعلانات.

الخلاصة والنصائح لحماية خصوصيتك: 

بعض النصائح لحماية خصوصيتك:

  • التحقق من الأذونات: لا توافق على الأذونات إلا إذا كنت تفهم بالضبط ما يعنيه كل إذن.
  • التحقق من التشفير: تأكد من أنك تستخدم ميزة التشفير التام على واتساب.
  • الحد من مشاركة المعلومات: تجنب إرسال بيانات حساسة أو خاصة عبر التطبيق.
  • التحديثات الدورية: احرص على تحديث التطبيق باستمرار لضمان الحصول على آخر التحديثات الأمنية. 

أسئلة سريعة حول خصوصية واتساب:

  • هل يمكنني استخدام واتساب دون القلق بشأن الخصوصية؟
    من الصعب القول إن واتساب آمن تماما من ناحية الخصوصية، خاصة بعد ارتباطه بفيسبوك. لتقليل المخاطر، يجب عليك استخدام ميزات التشفير والتأكد من عدم مشاركة بيانات حساسة.
  • هل تبيع واتساب بياناتي؟
    رغم أن واتساب لا يبيع البيانات بشكل مباشر، إلا أن الربط بفيسبوك يسمح باستخدام البيانات في استهداف الإعلانات التجارية وخدمة الشركات الكبرى (WhatsApp Business API).
  • هل هناك بدائل آمنة لواتساب؟
    نعم، هناك تطبيقات مثل Signal و Telegram توفر ميزات خصوصية أعلى وتجعل البيانات أكثر أمانا.
  • ما هي سياسة الخصوصية الحالية لواتساب؟
    سياسة الخصوصية تتضمن شروطا مثيرة للجدل، حيث يسمح باستخدام البيانات في أغراض تجارية عبر فيسبوك، ويُفضل قراءتها بعناية قبل الموافقة عليها.
في النهاية: 
نرجو ان نكون اجابنا علي اي سؤال يخطر ببالك متعلق بهذا الموضوع، ويعتبر واتساب تطبيقا مفيدا وفعالا للتواصل اليومي، لكنه ليس مجانيا تماما؛ حيث يدفع المستخدمون خصوصيتهم مقابل استخدامه. وبتطوير خدمات WhatsApp Business API وخطط الدفع الجديدة، بتتحول الشركة تدريجيا من الاعتماد الكلي على بياناتك، إلى الاعتماد على رسوم الخدمات المباشرة من الشركات.
تعليقات